أروي لكم الآن قصة ذاك المزارع الذي تقدم العمر به وأراد أن يسلم مزرعته لأحد ولديه.
اجتمع بابنيه وقال لهما بحزم: “سأسلم المزرعة للابن الأصغر”. ثار غضب الابن الأكبر وقال: “ما الذي تقوله؟ هل أنت جادٌ حقاً؟”
عندها جلس الأب يفكر بروية ثم قال:
“حسناً، أريد منك أن تقوم بأمر ما، نحتاج للمزيد من الأبقار، هل لك أن تذهب إلى مزرعة سيبي وتسأله إن كان لديه أبقار للبيع؟”
عاد الابن الأكبر بعد برهة وقال :” يا أبي لدى سيبي 6 أبقار للبيع.”
شكر الأب ابنه على مجهوده، وتوجه بالحديث للابن الأصغر وقال له: “أريد منك أن تقوم بالأمر ذاته.”
قام الابن الأصغر بما أمره به والده، وعاد بعد فترة قصيرة وقال” يا أبي، لدى سيبي 6 أبقار للبيع، ثمن كل بقرة 2000 روييه، وإن كنا نرغب في ابتياع ما يزيد عن 6 أبقار، سيقوم سيبي بانقاص 100 روبيه من سعر كل بقرة. كما قال سيبي أنه إن لم نكن على عجلة من أمرنا ففي الأسبوع المقبل سيحصل على أبقار جيرسي المميزة، وقد يكون من الأفضل أن ننتظر قليلاً، ولكن إن كنت مضطراً لابتياع الأبقار فمقدور سيبي أن يوصلها لنا غداً.”
شكر الأب ابنه الأصغر على مجهوده، ونظر إلى ابنه الأكبر وقال “لهذا سأسلم المزرعة لأخيك الصغير.”
الشخص الناجح يتحلى بالمبادرة
معظم الناس يقومون بما أمروا به فقط وينجزون الحد الأدنى من المتطلبات، ويحتاجون إلى تعليمات محددة لاتمام معظم المهام.
أما الناجحون فلا يحتاجون للرجوع إلى أحدهم لإتمام المهمة، بل يقومون باتمامها بصورة صحيحة وعلى أتم وجه بالاعتماد على أنفسهم. كما أنهم يؤثّرون على توجهات الأفكار والمشاريع التي يشاركون فيها.
والأهم، هو أن الشخص الناجح يبادر، ويتواصل مع الناس، ويسأل الأسئلة، وينصح الآخرين، ويقدم يد العون، ويشرع بالعمل على أفكاره.
أن تكون ناجحاً يعني أن تكون استباقياً وألّا تنتظر من الأمور أن تأتي وحدها لك؛ وهذا يعني أن تكون على جبهة الهجوم لا الدفاع، وأن تكون فعّالاً نشيطاً لا كسولاً.
في كل شركة أو مؤسسة هناك موظفون قلائل لا يمكن التخلي عنهم. فالجزء الأكبر من الناس مثل الابن الأكبر، يمكن بسهولة التخلي عنهم واستبدالهم.
معظم الأشخاص غير فعالين وإن قاموا بأمر ما فهو رد فعل ليس إلا، و يحتاجون إلى تعليمات دقيقة، ويحبذون أن تتم إدارتهم في كل الأمور.
تنطوي المبادرة دائماً على درجة من المخاطرة، فالشخص المبادر يضع نفسه في موقف قد يتسبب له بالفشل.
والعكس صحيح، فالقيام بما يتم أمرنا به فقط لا ينطوي على أية مجازفة ولا يحمّلنا أية مسؤوليات ولا يخرجنا من دائرة الأمان التي اعتدناها.
الخلاصة
هل أنت مبادر؟ قد تكون كذلك دون شك.
وإن لم تكن كذلك، فهناك أمر واحد أكيد وهو: أن الحياة لن تنتظرك أبداً.
This is also available in الإنجليزية if you'd like.